رأيى وانا حر فيه المقال 2

أعود وأتحدث عن تنظيم الاخوان الاخوان المسلمون الساعى الى السيطره على زمام الحكم ، وأرى ان الحديث قد يطول نظرا لتفرعه وكثرة تناقضاته .

ذكرت من قبل ان هناك جماعات دينيه تمارس نشاطها فى النور ودون مهاجمة أحد لها .. ودون ان تتعرض لأى نوع من أنواع التشويش على عملها ونشاطها ؛ بل قد تساعدها الحكومه فى أداء عملها ومثال لذلك _كما ذكرت آنفا_ جماعة انصار السنه المحمديه وجماعة التبليغ والدعوه ، وهناك جماعات دينيه تمارس نشاطها أيضا ولكنها ربما تحارب من زميلاتها مثل جماعة التكفير والهجره ، وهناك جماعات تمارس نشاطها فى نشاط وهمه ولكنها تحارب من الحكومه المعنيه نظرا لأنها تمثل خطرا على بقائها فى السلطه (من وجهة نظرها) مثل الاخوان المسلمون أو مايطلق عليها فى مصر "الجماعه المحظوره"

دائما مايتهمون مصر بانها دوله علمانيه وتسعى الى الأمركه والتغريب ويقولون انه من الخطأ فصل الدين عن الدوله وانا اتفق معهم فى هذا الشأن ذلك ان الاسلام جاء دينا ومنهجا للحياه .. لا لنجعله محظورا ومقصورا على المسجد وفقط.

ولكن هناك رؤيه خاصه تتلخص فى أن ليس معنى ان نجعل الدين منهجا لنا أن نصعد السلم تحت راية الدين ، وكثيرا ما تكون شعارات كاذبه ومغرضه لأن من يحمل راية الدين أيا كان نوعه سواء الاسلام أو المسيحيه أو اليهوديه أو حتى أى ديانيه غير سماويه مثل البوذيه وغيرها يعرف ان الجمهور حتما سينساق وراء هذه الرايه لأن الانسان بطبيعته يميل نحو عاطفة الدين ، ولنعلم جميعا ولنسلم كذلك بأنه ليس كل من رفع رايه آمن بها من قبل ويعمل من أجلها الآن .. والمثال على ذلك الحملات الصليبيه التى أتت الى المشرق الاسلامى والتى كانت تحمل الصليب وهى رايه دينيه ورغم ان الشعوب تعلم انها حملات جاءت لاحتلال ديارهم الا ان منهم من ساعدهم بحكم الانتماء الى دين واحد وهو المسيحيه .

كلما تحدثت الى أحد اعضاء حركة الاخوان المسلمون قال لى : " الاسلام دين ودوله " وانا أيضا لم أقل الا هذا وهكذا الحكومه تقول ؛ ولكن نقطة الخلاف تكمن فى كيفية الوصول الى ان يكون الاسلام دين ودوله ... والرؤيه الخاصه بى هى ان نحاول تأسيس قاعده جماهيريه تعرف دينها حق المعرفه وتعمل لعى تطبيق ما جاء فى الدين واجتناب ما امرنا ان ننتهى عنه ، وبذلك يسود الوئام والوفاق أرجاء المجتمع.

الأمر الثانى انهم يقولون ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) واتباعه الكرام كانوا يقودون الجيوش ويحكمون البلاد ويدعون الى الله _عز وجل_ ؛ ولكنى أرى ان هذا لا يصلح الآن نظرا لأن لكل عصر اسلوب فى إدارة الدوله والسياسات تتغير تبعا لتغير المواقف ولعلنا نلاحظ تغير اسلوب الاداره من دوله الى دوله فى ذات العصر ... وكذلك نلاحظ ان فى عصرنا الذى نعيش فيه الاتجاه الى التخصص وتطبيقه فنجد من يتفرغون لأمور السياسه ومن يتفرغون لأمور الدعوه الى الدين ومن يتفرغون الى التشويش على كل هؤلاء وهكذا .

وأعتقد انه بذلك يتعاظم دور الدعاه لأنهم هم من يوجهون الرأى العام . أعلم ان هذا يكون صعبا فى ظل انتشار وسائل الاعلام ولكن ليس مستحيلا ونحن نتشبث بالأمل حتى آخر لحظه .. وعليهم ان يعلموا الناس كيف يحتارون الأصلح ومن هو الذى سيعمل لمصلحتهم ومن هو الذى سيحارب دينهم فكونوا مع هذا ويتجنبوا هذا ..وبهذا يكونوا قد اصابوا أكثر من عصفور بحجر واحد وهو انهم لم يطلبوا السلطه لأن الرسول ينهانا عن ذلك وكذلك عملوا لمصلحة دينهم وايضا لم يدخلوا انفسهم فى تيه المناقشات والمشادات الكلاميه .

ولكنى أخاف جدا من المقوله القائله " الديمقراطيه صنم من عجوه اذا جاع صاحبه أكله "

وللحديث بقيه.......؛

بقلم

المصــــــــــــرى